fbpx
التسويق والهويةالتواصل المؤسسيالعلاقات العامة والإعلام

أهم التوجهات والمهارات التسويقية في ٢٠٢٢

في حديث مع أحد المسؤولين في المناصب العليا شدني حديثه حول سباق الريادة وبالبقاء في الطليعة في ظل المنافسة العالمية الشرسة، وألهمني لكتابة هذا المقال الذي أعتبره باكورة لكل صاحب مشروع أو رائد أعمال أو رئيس تنفيذي أو مسؤول التسويق في المؤسسات بمختلف أحجامها وأنواعها لتبني المهارات التسويقية المطلوبة ضمن الخطط والأهداف للعام ٢٠٢٢م، لأن من دونها فأنت تخطط للفشل والتخلف عن السرب والبقاء في غيابة الجب.

المهارات التسويقية في ٢٠٢٢ هي مزيج متكامل بين توجهات المؤسسة في اتخاذ قراراتها وبين بناء منظومة تلببي احتياجات العميل اليوم.

وبدون إطالة ومقدمات جهز لك كوب قهوة أو شاي وانطلق معي #في_الطريق_إلى_النجاح

هذا المقال ثمين ومفيد للعاملين في القطاعات التالية:
  • ريادة الأعمال
  • الادارات التنفيذية
  • التواصل والتسويق
  • تقنية المعلومات
  • الموارد البشرية
  • المالية والمشتريات
  • أصحاب المشاريع

روح الإبداع المتوقد:

لربما قبل ١٥ سنة كان من الغريب العمل في مجال مختلف عن مجال الدراسة الأكاديمية، ولعل ما حدث لي في ٢٠٠٩ بعدما قررت عدم الالتحاق بالسلك التربوي والتوجه إلى إشباع شغفي في عالم التصميم الجرافيكي والتسويق، قد أرسيت أول خطوات مسيرتي المهنية للعمل بجامعة السلطان قابوس في عمادة الدراسات العليا كمتخصص إعلام وتسويق، من الجامعة التي تخرجت منها بشهادة بكالوريوس التربية في تدريس اللغة الإنجليزية، ولعل اليوم يبدوا الأمر مألوفًا لوجود مبدعين ساروا خلف شغفهم وأوجدوا لأنفسهم دائرة من الاهتمام والتميز في محيط عملهم، اليوم يتوجب أن تغير المؤسسات آليات التوظيف لديها كذلك والبدء بالبحث عن هذه المواهب والاستفادة من أرواحهم المتوقدة بالإبداع سواء في صناعة المحتوى، إدارة الحملات التسويقية، التصميم الجرافيكي، وتحليل البيانات الكبيرة، والذكاء الاصطناعي.

أثبتت الدراسات أجرتها ديليوت في ٢٠١٤م أكثر من ٨٥٪ من الموظفين يفتقدوا للشغف في العمل لأسباب مختلفة أهمها فقدان المشاركة وحس المسؤولية، ولعل السباق اليوم في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها فإننا بحاجه إلى المرونة والسلاسة لمواكبة التغيير الذي لا يتأتى إلا من وجود فريق شغوف وحريص للمساهمة في إيصال المؤسسة لتحقيق خططها ورؤيتها رغم أنف التحديات، ولإشعال هذا الشغف يتطلب خلق “شغف المستكشف” (The Passion of The Explorer) حسب تقرير ديليوت، ويستند على ثلاث ركائز وهي السعي Questingوالاتصال Connecting والالتزام Commitment.

Pation at Work: Cultivating worker passion as a cornerstone of talent development

صراع تطويع التقنيات

نعيش في زمن مناجم التنقيب عن البيانات فأصبحت البيانات عملة القرن وسعي المؤسسات لاستحواذها يتجاوز المليارات سنويًا، وليس من الغريب ان مقولة الفيلسوف الكندي Marshall McLuhan إن الحرب العالمية الثالثة ستكون حرب البيانات والمعلومات، فالأقوى ليس فقط من يمتلك هذه البيانات وإنما قادر على تحليلها واستثمارها في رسم قراراته لتطوير وتحسين ميزته التنافسية.

حسب الدراسة التي أعدتها بزنس واير الأمريكية العالمية (Business Wire)، يتوقع سوق تحليلات البيانات الكبيرة أن يصل إلى أكثر من ١٠٥ مليار دولار بمعدل نمو مركب CAGR يصل إلى ١٢٪ للفترة المتوقعة بين ٢٠١٩ إلى ٢٠٢٧، ح

70 Relevant Analytics Statistics: 2021/2022 Market Share Analysis & Data

وبالنظر إلى نطاق التواصل التسويقي Marketing Communications فإنه أصبح أكثر واقعية ويقدم نتائج ملموسة ويفرض نفسه كترس رئيسي في المساهمة بمضاعفة عوائد المؤسسة، والذي يرتكز على تحليل بيانات المستهلكين والعملاء من خلال مؤشرات قياس واضحة لتحليل نسبة الوصول وتوفر المعلومة وفهم احتياجات العملاء وتوفر الحلول اللازمة.

ومن هنا يتوجب على من هم في قمة هرم المؤسسة ومسؤولي التواصل والتسويق بالدفع لتبني مهارات مصيرية للبقاء في السوق اليوم مثل مهارات تحليل البيانات الضخمة BIG DATA Analytics ومهارات ذكاء الأعمال Business Intelligence وإدارة الحملات التسويقية الرقمية Digital Marketing ومهارات الأتمتة Automation.

والتأكيد على فهم احتياجات العملاء من خلال دراسة سلوك المستهلك واجراء العديد من التجارب التسويقية A/B Testing للوصول إلى ما سمته جوجل “The Zero Moment of Truth” وهو الوصول إلى شروع العميل بعملية البحث عن منتجك أو خدمتك في مختلف نقاط الوصول الرقمية والملموسة.

كما أعادت الحملات الإعلانية الرقمية والمدفوعة وإدارة حسابات المؤسسة في منصات التواصل الاجتماعي تعريف معنى الوصول والحصول على بيانات العملاء المحتملين وتعقب سلوكهم في العالم الرقمي، حيث تضاعفت الميزانيات التسويقية للاستثمار في هذه المنصات الاجتماعية لكونها رافد رئيسي لإعادة التوجيه إلى صفحات الهبوط (Landing Pages) للمنتجات والخدمات التي تقدمها المؤسسات، لذا وجب تطوير مجموعة من المهارات وهندستها لتتناسب مع عمليات البحث والتنقيب عن العملاء، وفي المقابل الامتثال لسياسة الخصوصية وبيانات العملاء في المنصات الرقمية.

ولا أستبعد بأن نرى قريبًا الشركات العالمية تقوم بعمليات استحواذ على وكالات إعلامية ودعائية لتسويق منتجاتها وخدماتها مثل Amazon و TESCO و Boots.

تجربة العميل تأتي في المقدمة وقبل كل شيء

قرأت العديد من المقالات لرؤساء تنفيذيين لشركات ومؤسسات يتغنوا بأهمية تقديم تجربة استثنائية لعملائهم، وهذا حق مشروع طبعًا، في الاستفتاء الذي أعدته Temkin Group على أكثر من ١٩٠٠ شركة حول العالم عند سؤالهم حول أولوياتهم خلال الخمس سنوات القادمة: 45.9% اختاروا التركيز على تجربة العملاء، 33.6% ذهبوا إلى تطوير المنتج، 20.5% تحسين الأسعار.

التوجه في ٢٠٢٢ إلى الاستثمار الحقيقي والملموس في تحسين تجربة العميل بهدف زيادة رضا العملاء ورفع الولاء وتعزيز الارتقاء بالصفقة (Up-Selling) والبيع العابر (Cross-Selling) هو ما يجب التركيز عليه من قبل أصحاب المشاريع ورواد الأعمال ومسؤولي التسويق وخدمة العملاء.

مهارات مثل تحسين عمليات الوصول عبر محركات البحث SEO وتطوير قنوات متعددة ومتكاملة OmniChannel ومهارات دراسة وتحليل سلوك العميل تعطي المؤسسة ميزة تنافسية عالية، والتي يجب أن تتبناها المؤسسة ضمن خططها السنوية من الأجل الارتقاء بخدمة عملاؤها.

دراسة أعدتها الشركة العالمية adobe والمشهورة في عالم التصميم والإنتاج المرئي كشفت مؤخرًا بأن الشركات التي تركز على تطوير استراتيجياتها في زيادة تفاعل العملاء عبر OmaniChannel تتمتع بنمو سنوي يصل إلى ١٠٪، وزيادة ١٠٪ في معدل متوسط قيمة الطلب (Average Order Value) و ٢٥٪ في كفاءة أداء المبيعات (Close Rate).

تنوع الأفكار والخبرات

إن الحاجه إلى فريق مبتكر وغني بالتجارب ليصنع ويشق طريقه نحو تحقيق أهداف المؤسسة وزيادة أرباحها هو مطلب مشروع، حيث أن التنوع في الخبرات والمهارات يتيح فرصة الحصول على مزيج من الأفكار العظيمة، ستيف جوبز المؤسس والرئيس التنفيذي الراحل لشركة أبل يقول “نحن نوظف المبدعين ليخبرونا بما يتوجب علينا فعله وليس العكس”، فنحن اليوم في منافسة شرسة للحصول على أصحاب العقول النيرة والمبتكرين والمتعطشين للإنجاز الذين أشعلوا فتيل الابداع في سمائهم، وهنا نجد ان الشركات تسعى دائما إلى وضع إطار واضح للحفاظ على مخزونها من المواهب من خلال توفير بيئة عمل تساعدهم على العطاء المستمر.

الشراكة مع الوكالات الإعلامية والإعلانية هو أحد الأسلحة التي تسعى المؤسسات في ٢٠٢٢ إلى استغلالها وذلك من أجل الوفاء بتقلبات السوق السريعة ومتطلبات العميل، والأمر الآخر الاستفادة من المصادر والخبرات التخصصية التي توفرها الوكالات، وبهدف خلق أطياف متنوعة تساعد في رفع نسبة الجذب وتعظيم عوائد الاستثمارات يفضل بالعمل مع وكالات متعددة لتنويع الأفكار وأساليب الطرح حسب تخصصية الموضوع.

الختام

إننا نعيش عالم متسارع يتطلب مننا المزيد من السلاسة والمرونة في مقارعة التغيير المستمر للسوق والأعمال، والتسلح بالمواهب والمهارات اللازمة واستغلال التقنيات الحديثة في دفع دفة التطور والنمو هو لأمر حتمي ويتطلب قرارات حاسمة وسريعة، في حرب المعلومات إما أن تكون سيد بياناتك وتنبي توجهات التسويق الجديد كميزة تنافسية، وإما أن تكون مع المتخلفين عن الركب باقي في غيابة الجب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى