الإستغلال الأمثل للمشاركة في المعارض والمؤتمرات {محدث}

لا زالت المؤسسات والشركات تؤمن بأن هذه المنصات هي فرصة لتعزيز مكانتها التنافسية في السوق الذي تعمل به، لذلك استثمارها لميزانيات طائلة في الرعايات وبناء أجنحتها العملاقة والجذابة التي تبهر الحضور بألوانها وأشكالها وتقنياتها،

 ولكن من الجانب الآخر هناك مسؤوليات تفرض على عاتق الفريق المنظم في وضع الخطط الاستراتيجية والتسويقية بهدف خلق تجربة استثنائية للزوار وتمكين الفرق المشاركة لاستعراض الخدمات والمنتجات لاستقطاب فرص الأعمال.

بسبب كثرة الاستفسارات التي وردتني حول كيفية الاستفادة من المشاركة في المعارض والملتقيات، قررت أن أعمل تحديث لهذا الموضوع الذي كتبته في ٢٠١٦، والذي كنت آن ذاك اعتقدت أنني قد حصرت نقاط كافيه لتعظيم العوائد من الميزانيات الثقيلة التي تعدها الشركات لمثل هذه المشاركات، ولكن تبين ان هناك تطور دائم في الاستراتيجيات والأساليب المتبعة، والتي يتوجب على كل اختصاصي في التسويق وتنظيم الفعاليات وتطوير الأعمال أن يكونوا ملمين بها.

إليك بعض النصائح التي ستساعدك على تحقيق أقصى استفادة من مشاركتك في معارض ومؤتمرات عام 2025 وآخر نصيحة هي مسك الختام فلا تهملها..

التصميم والابهار:

يلعب تصميم جناح المؤسسة في جميع المعارض بدون استثناء دور الابهار والاعجاب، فهو بمثابة قوة جذب للحضور فلا تهمله، والأجمل في ذلك انه يعكس قيم واهتمامات المؤسسة، في الوقت الذي أصبحت مواضيع الاستدامة هامة في ساحة الأعمال، اعكس التزام مؤسستك بالبيئة من خلال اعتماد ممارسات مستدامة في جناحك، استخدم مواد قابلة لإعادة التدوير، وإضاءة موفرة للطاقة، ونشرات رقمية بدلاً من المطبوعات، كما يمكنك استغلال التقنية والشاشات المرنة والعملاقة في استعراض خدماتك التنافسية وجودة المنتجات التي تقدمها.

تجربة الزائر:

اهتم بتجربة الزائر (العميل) مع بداية الاعلان حول مشاركتك في الحدث، التواصل المستمر ومشاركة أجندة جناح مؤسستك أو شركتك وما ستقدمه للزوار في جناحك مهم جدًا، كما من الجيد أن تعزز تجربة زوار جناح المؤسسة من خلال ابتكار تجارب تفاعلية أو تسويقية، أجمل هذه التجارب هو إعطاء العميل فرصة لرؤية المنتج وتجربته على أرض الواقع، لربما هذا الأمر هو شائع في معارض المنتجات الاستهلاكية، ولكن في قطاعات عديدة أخرى هو أمر غير معهود، أما من التجارب التسويقية فاستغلال التقنيات الحديثة مثل التفاعل الافتراضي وتقنيات الذكاء الاصطناعي والشاشات التفاعلية هو أكيد سيعزز من جودة تجربة العميل في الجناح.

 

مساحة خاصة لعملائك:

أصبحت غرفة الاجتماعات في جناح الشركة أحد أهم المرافق التي يجب أن تتوفر وينبغي على الفريق استغلالها بشكل فعّال، تتيح هذه المساحة المغلقة من مناقشة الخطط واستعراض الخدمات والمنتجات للمؤسسة، وكما تقلل من مستوى الازعاج والتشتت الذي يحدث عادة في مثل هذه المنصات، في المرات القادمة إذا حضر عميل إلى جناحك فعليك مباشرة بأن تدعوه إلى غرفة الاجتماع للحصول على نقاش مثمر حول فرص أعمال قادمة.

مشاركة المعرفة:

أحد أهم استراتيجيات جذب الزوار في وقتنا اليوم هو التسويق بالمحتوى، يمكنك أن تصنع تجربة مثرية للزوار من خلال تنظيم ورش عمل وجلسات نقاشية تقدم فيها أوراق عمل متخصصة مصممة خصيصًا لجمهورك المستهدف، قم بالتخطيط والتعاون مع الفريق الفني داخل المؤسسة أو بدعوة خبراء في القطاع لتقديم عروض حول مواضيع ذات صلة باهتمامات الزوار وتحدياتهم، هذه الاستراتيجية لا تقتصر على تقديم معلومات قيمة للجمهور، بل تعزز مكانة مؤسستك كبيت خبرة ورائدة في مجال عملها، وتشجع على التعاون والتواصل مع المؤسسات الأخرى في القطاع.

وأخيرًا لا تنسى أن تنقل التجربة إلى العوالم الافتراضية والبث المباشر للجلسات النقاشية وأوراق العمل المقدمة للوصول لشريحة أوسع وتعظيم نطاق التأثير.

في الختام لربما يعتقد البعض بأن الإعداد الجيد للمعارض هو أمر سهل وليس بذلك التعقيد، ولكن هذا يعتمد على حجم الفائدة المطلوبة، ومما لاشك فيه أن المعارض والمؤتمرات والملتقيات هي منصات مهمة لإبراز هوية المؤسسة والتعريف بأنشطتها وبناء علاقات مع العملاء، وكما هو معروف في عالم الأعمال بأن العلاقات تأتي أولا ودائما، سواء كنت موظف في التسويق أوالعلاقات العامة والإعلام أو مهندس أو فني أو رائد أعمال، الإعداد والتخطيط الجيد للمشاركة في مثل هذه المحافل والتجمعات هي فرصة من أجل رفع فرص حصولك على أكبر قدر من العلاقات والمعرفة والتسويق والترويج للمؤسسة والمجال الذي تعمل به.