fbpx
التواصل المؤسسيالعلاقات العامة والإعلام

كيف تحقق كل أهدافك في ٢٠١٩م

الاستفادة من التجارب السابقة

لا زلت أذكر تلك القرارات الصعبة التي وضعت نفسي بين يديها لتحدد اتجاهاتي سواءً الشخصية أو الاجتماعية أو المهنية، والتي لم تكن محسوبه أو مخطط لها، كنت أرضخ لدائرة الاستقرار والراحة، لا أحب التحديات، كنت أهرب من المواجهات، وأقضي وقتي في المهام التي استمتع بها ولا تشكل أي تحدي بالنسبة لي في إنجازها.

تعود بي الذاكرة الى سبتمبر ٢٠٠٩م  حينما تركت العمل الحر في التصميم الجرافيكي واتجهت الى الوظيفة من أجل الحصول على دخل ثابت، وأذكر ذلك التوقيع في ٢٠١٤م الذي بموجه تم نقل ملكية مدرسة الجمان الخاصة للمالك الجديد، لتنتهي معه قصة خمس سنوات من الكفاح والتحديات واللحظات الجميلة، كنت اتعذّر بضغط الوظيفة حيث كنت حينها قد تم تكليفي بمهام رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة في الشركة العمانية لادارة المطارات، ولكنني أدركت بعد فوات الآوان أنه كان بسبب انعدام التخطيط والسير في اتجاه بدون رؤية واضحة كان أحد العوامل الرئيسية لمعاناتي في إدارة الوظيفة والمشروع الخاص بي، وطبعا كان لدي التزاماتي العائلية التي تحتاج لجزء من وقتي اليومي.

البحث عن المفاتيح

في أحد خطب الشيخ خلفان العيسري (رحمة الله عليه) التي حضرتها، وكانت بعنوان “ضاعف رصيدك” والذي نادى حول فكرة أهمية التخطيط واستغلال الوقت في مختلف مجالات الحياة، وأذكر جملته الشهيرة “من أراد النجاح فعليه بهذه الكلمات الخمس: التزامات بسيطة قليلة تمارسها يوميا” والتي بقت تتردد في ذهني لوقت طويل، لطالما كنت دائما أخصص معظم وقتي للوظيفة.

إن عملية تقييم حجم العطاء خلال فترة محددة من الزمن هو شي مهم واستشعارها نعمة تجب حمد لله عليها، ولعلني لم أكن من أولئك المحظوظين! فقد كنت أذهب إلى العمل مبكراً وأعمل لساعات متأخرة وأيام العطلات كذلك، لعل ذلك كان يسعد المسؤول ولكن لم أكن أنتبه الى حجم الإنجاز المتواضع الذي كان يستهلك مني ذلك الوقت والجهد الطويل.

فن التخطيط

عندما بدأت جدياً بدراسة المشكلة والبحث عن أفضل الطرق والأساليب التي تساعد في تنظيم الوقت وتحقيق الأهداف، بدأت بقراءة كتاب “فنجان من التخطيط” للكاتب عبدالله العتيبي والذي اعتبره أفضل نموذج عملي لفهم واستيعاب الجوانب التي يتعين على الفرد أن يدركها بشكل يومي، حيث يقدم الكاتب تسلسل جميل في بناء الأهداف وتحديد الأولويات في حياتك وكيفية التغلب على التحديات التي تواجهها.

وبعد أن قمت ببناء خطتي السنوية لعام ٢٠١٧م ووضعت الأهداف التي سأحققها، تمكنت فعلا من حصر تركيزي بشكل جدي على دائرة محددة مسبقا وبدأت في عملية التنفيذ، ولكن في منتصف العام واجهتني مشكلة عدم المقدرة في الاستمرار والتركيز على الأهداف بسبب المشتتات والأحداث العرضية، فكان ينبغي أن يتدخل الدكتور طارق السويدان وفي تسجيل مرئي لمحاضرته على اليوتيوب وجدت حلا جميلا لطريقة متابعة وتدقيق الخطة بين الفترة والأخرى.

المراجعة والتقييم

لم تكن خطتي السنوية للعام ٢٠١٧ مثالية ولكن خرجت من التجربة بجوانب إيجابية طيبة، أولها أنني تمكنت من وضع بوصلة لنشاطاتي اليومية فكان هناك فعلا وقت لنفسي ولأسرتي وعملي، بعكس فهمي السابق بأن ٢٤ ساعة غير كافية لي، ثانيا رسمت الأمنيات والأحلام التي وددت أن أحققها وكانت تتردد بداخلي بين الفينة والأخرى، وهذي التهيئة النفسية تلعب دورا مهما من أجل التحفيز ومواجهة التحديات، ثالثا كنت دائما مستعد للإجابة عن ذلك السؤال المتكرر: ما هو هدفي في الحياة؟ ماذا أريد أن أكون؟ كيف أتغلب على التحديات التي تواجهني؟ وذلك من خلال النموذج الذي رسمته لنفسي وألفته لتحقيق ما أطمح إليه.

خطتي السنوية للعام ٢٠١٨م كانت أفضل عن سابقتها وتم إنجاز أكثر من ٥٠٪ من الأهداف التي وضعتها والحمدلله، وهذي النسبة تعتبر جيدة جدا، لم أكن استثنائي أو شخص بقدرات خارقة، وانما بسبب التركيز والاستغلال الأمثل للوقت والجهد من أجل تحقيق ما كنت أصبو إليه، كنت دائما أتناقش مع زملائي عندما يعملون ويجتهدون ويضحون بوقتهم وطموحاتهم في إنجاز مهمة ربما ليست ضمن قائمة أولوياتهم ولم تكن ضمن قائمة مهامهم حتى! ومثل هذه المهام العرضية المُشِتتة والتي لا تضيف لانجازاتك شيئا يجب عليك تجنبها وذلك من خلال تعلم كيفية إعداد قائمة مهام مسبقة تخدم أهدافك قبل بدء يومك، واكتساب مهارة قول “لا” لهذه المشتتات بطريقة لبقة.

من ضمن الأهداف التي حققتها في ٢٠١٨م وهذا ليس للحصر، أصبحت أكثر تركيزاً وإنجازاً في عملي، أصبح لدي وقت أطول للأسرة والبيت، تعرفت على الكثير من الزملاء في مجال عملي، والأجمل من هذا كله أنني أديت فريضة الحج في هذا العام وكان أحد الأهداف الروحية، قرأت العديد من الكتب في تطوير الذات والفكرية والأدبية منها.

ضع خطة لأهدافك

هناك العديد من النماذج الجاهزة لإعداد خطتك السنوية، لا توجد خطة مثالية عامه وإنما يمكنك أن تضع خطتك حسب الأهداف التي ترغب في إنجازها سواء كانت على الصعيد الشخصي أو الاجتماعي أو المهني أو حتى الجوانب الروحية والمالية، أرفق لكم النموذج الذي وضعته لنفسي خلال عام ٢٠١٨م يمكنكم تحميله والاستعانة به، تركت بعض الأهداف كأمثلة مساعدة للتوضيح. تحميل النموذج

بعض النصائح البسيطة التي ستساعدك في وضع أهدافك للعام ٢٠١٩م:

  • إبدأ في وضع أهداف بسيطه ممكن تحقيقها
  • الهدف الرئيسي من الخطة هو التركيز لتحقيق الأهداف وتجنب المشتتات
  • احرص على تنويع أهدافك قدر المستطاع ولا تجعلها مركزه فقط في جوانب محدودة
  • قم بمعاينة خطتك وتقييمها وتحديثها بشكل مستمر فهناك أحداث عرضية خارجه عن الإرادة قد ترغمك على إعادة توجيه الخطة
  • كافئ نفسك عند تحقيق هدف معين وقم بوضع تحدي جديد
  • ناقش خطتك مع أهلك وزملائك وأصحاب الثقة

وأخيراً ضع خطتك وأهدافك السنوية للعام الجديد، ولتكن سنة من أجل تحقيق جميع النجاحات التي تصبو إليها والحياة السعيدة التي تمنيتها، كل ما تحتاجه هو تحديد اتجاهاتك في الحياة وتجنب أي مشتت قد يزيحك من مسارك.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. افادك الله بهذا العلم الغزير والتجربة العملية الرائعة فإنها أفادتني كثيرا .
    اتمني لك دوام التوفيق .ادعوا الله لي ان أكون علي نفس دربك .شكرا مره اخري

زر الذهاب إلى الأعلى