معركتنا في الخارج وليست بيننا
عندما تجد الثقة فأنك تنطلق.. وعندما تمتلك الحافز فأنك تبدع..وتحت قيادته ، فقد حزت الأمرين.
“أيمن بن أحمد الحوسني الرئيس التنفيذي لمطارات عُمان كان سبب لجعل العطاء بلا حدود، وسبب في وصول قطاع الطيران في السلطنة الى العالمية اليوم، ربط أحلامه بأحلام بلده وسعى إليها من دون كلل أو ملل، إصرار وإخلاص عالي وحب للعمل يجعله دائما في مقدمة الجيش، قيادته تبعث الى شحذ الهمم والطاقات بدعمه للأفكار وحرصه على رعيته جعله قادر على احتواء من حوله.”
لا تؤجل عمل الأمس إلى اليوم
تعلمت من هذا الرجل بأننا في سباق مع العالم وليس مع أنفسنا فقط، كان ينافس الأول ويأتي بالأفضل من المبادرات، كان يحث الفريق بدون تردد على تبني الأفكار الإبداعية، أذكر مبادرات “ثابر” و”فكرتي” و “موظف الشهر” و “تبادل المناصب بين الموظفين” وغيرها من الأفكار الداخلية للموظفين لم تكن لترى النور لولا حرصه الشديد والمستمر على تقديم الدعم والتأكيد على مساندته لمثل هذه الأفكار، في الجانب الآخر كان دائما متابعاً لما يحدث على الصعيد العالمي من مبادرات وأفكار ليشاركها الآخرين، كان أول من طالب بأن يكون مبنى المسافرين أكثر من مجرد قاعة انتظار للسفر وإنما هي منصة ثقافية وفنية للفعاليات والاحتفالات والمناشط الأخرى، وقد نجح في ترسيخ هذا المبدأ الجميل.
كان يحسب حساب الأيام القادمة ويعمل لها مبكرًا، لم يكن يؤجل أية أعمال حتى مراسلاته الإلكترونية أو الورقية، منذ توليه منصب الرئيس التنفيذي كان يدرك حجم العمل الذي سيتطلبه تشغيل مطارات جديدة بالكامل، فأشعل انذار الاستعداد وعمل من أجل توفير كافة الإمكانيات لتكامل العمليات المطلوبة، إيجاد آلية لتنظيم تكاليف التشغيل وتأهيل الكوادر على تشغيل أحدث الأنظمة والتقنيات ليكون على أهبة الاستعداد عندما يحين الموعد وقد نجح في كل التحديات.
كان يصر بأن كل يوم يجب أن تتقدم مطارات السلطنة إلى الأمام، وأن تكون متواجدة بصورة رائدة في المنصات العالمية، لإيمانه بأن التميز لا يأتي وأنت داخل قوقعتك أو ترك الفرص تذهب هباءً، والطريق للقمة يتطلب العمل ليل نهار، كان يثبت دائما بأنه الرقم الصعب لجميع من حوله، والسهل الممتنع لجميع الموظفين، لم ولن أجد أسهل من تحقيق الإنجازات في حضرته.
كُن مع من يشاركونك أهدافك
“لتنجح فأنت بحاجه لهم” قالها وهو يجمع أوراقه متوجها لأحد اجتماعاته لاتخاذ القرار الحاسم بشأن مستقبل شركته وموظفيه والأحلام التي رسمها لمطارات عُمان، تذكرت حينها أن مهاراتك لوحدها لا تكفي وإنما تحتاج الى أصوات مساندة تقف الى جانبك وتدفع بقضيتك نحو الجانب المشرق، كان لا بد للقائد الناجح أن يكون له حلفاء يجمعهم أهداف مشتركة، ولربما هذا الأمر جعلني أعيد النظر في أسلوب إدارتي للأعمال، وهو أن العلاقات المهنية هي سر النجاح، ولست أشير لعلاقات الصحبة والشلة، وانما تلك العلاقات التي تشاركك الطريق إلى النجاح والقمة.
كانت بداية مسيرتي المهنية منصبة على إنجاز المهمة الموكلة لي بدون الأخذ في الاعتبار روح الفريق والعمل الجماعي وحتى لو وصلت لمرحلة إنجاز العمل بالكامل بمفردي، ولكن اليوم أدركت أشياء عديدة حول روح الفريق وأهمها أن كنت متوجها لإجتماع مصيري لاتخاذ قرار حاسم فيجب عليك مبدئيا أن تكسب تأييد معظم الأصوات أو المؤثرين في قراراتهم قبل دخول الإجتماع لتبارك مشروعك أصحاب القرار.
في أحد المرات سألته ما الذي يجعلك تشارك أحلامك وأهدافك وساحتك مع الآخرين؟ أجابني: أشاركهم لأخبرهم بأننا مختلفون عنهم، وليحققوا مثل نجاحنا يجب عليهم أن يسلكوا طريقنا.
معركتنا في الخارج وليست داخل البيت
منذ بداية التشكيل الجديد لقطاع الطيران في مطلع عام ٢٠١٨م، كان التشكيل أسرع مما تصور الكثير في القطاع والأحداث تسارعت في الوقت الذي كان الآخرون يستعدون لإفتتاح تشغيل المبنى الجديد، كان من ضمن الأوائل الذين كسب الرهان وأكد للجميع في أكثر من مناسبة قولاً وفعلاً بأن معركتنا ليست داخل أسرة المطار، وإنما كيف نصل بمطارات عُمان لتكون ضمن ٢٠ مطارًا في العالم ونجح في ذلك، كنت أتعجب بأسلوبه وحماسه كيف يحتوي الكبير والصغير من المسؤولين والموظفين من أجل توجيه رسالة واحدة وهي بأننا فريق واحد، لا زلت أذكر تلك الليلة عندما أرسلت له برسالة نصية رابط التقرير الإخباري الذي تم بثه في أخبار العاشرة الذي تحدث سعادته متلفظاً برؤية مطارات عُمان حرفيا وكنت معلقا “لقد نجحنا!” وتكرر ذلك في ٢٠١٨م عندما تحدث الرئيس التنفيذي للقطاع يوم بدء التشغيل بأن هدفنا بأن يكون مطار مسقط الدولي ضمن أفضل مطارات العالم بحلول ٢٠٢٠م.
الرسالة هنا هي أنه ليس من العقل أن تنتصر في معركتك على زميلك في العمل أو أحد الدوائر أو المؤسسات التي تشترك معها في الأهداف، وإنما أنت وهم تشكلون فريق واحد في وجه العالم من أجل الوصول إلى القمة.
أنا ممتن لك ولكل السنوات التي قضيتها في مطارات عُمان وأنا استعد اليوم لمواصلة مشواري المهني في عالم جديد وبطموحات عالية
- لتصل إلى القمة “لا تؤجل عمل الأمس إلى اليوم”،
- القائد الناجح هو من يتقاسم المعركة والإنتصار مع فريقه،
- معركتنا في الخارج وليست بيننا.
ما شاء الله زميلي عبدالله اسأل الله لك ولي التوفيق واشهد انك لا تفارق العمل الجاد والمجد والابتسامه التي لا تفارقك ،، اسلوب واخلاق قمة احييك واقول يستحق امثالك ان يكونو في الهرم .